الأحد، 21 فبراير 2010

"عيد الحبّ" في باريس


يبدو أنّ موضة عيد الحبّ "الفالنتين" بدأت تمرّ فلم ألاحظ التّخمة الإعلامية والتسويقية التي عهدتها فرنسا في السنوات الماضية. طبعا لا تزال المطاعم مزدحمة يوم 14 فبراير، فلا تتخيل أنك ستستطيع أن تجد مكانا في مطعم بدون حجز، لكنّ الفرنسيين تعقّلوا إزاء هذه الظاهرة.
و بعضهم يعادي الفالنتين ككاتب هذا المقال، الذي قمت بترجمته لكم.
تلك هديتي لكم في عيد الحب، أبرهن بها لكم عن خالص مودّتي :-)

عذاب الفالنتين
راقبوا الطابور أمام دكان الزهور الليلة، تروا أتعس المناظر: رجال يصطفّون كالخرفان، عزموا على المساهمة في بنك العواطف، جاءوا يجدّدون اشتراك الغرام الذي كان ذات يوم غير مرهونا بأموال..
"فالنتين"، رمز الحب الإجباري، بدعة الصاغة و المطاعم و باعة الزهور، صارَ نسخة سنوية من اللقاء الأسبوعي.. مهما تثبتّوا في وجوههم فلن تجدوا أثرا للفرحة التي جاءوا يشترون برهانا لها.



حب مطابق للمواصفات
لو كنت امرأة لاعتبرتها إهانة: واجب يؤدّونه و كأنّه إجراء إداري.. يقولون "عيد الحبّ".. أيّ حبّ هذا الّذي يثبتونه بشهادة"؟ إنّه "حبّ مطابق للمواصفات"، وهو روح هذه العاده القائمة على الخوف من العتاب أوالتقصير في التقليد. ما أقلّ عزّة أولئك و كرامتهم، عندما يشتركون بجبن في طقوس يدّعون أنها عريقة رغم أنّها أحدث حتّى من عيد هالوين المستورد [..] هل يُعقل التخطيط للحنان؟ هل يتغذى بزهور مقرطسة ووجبات مطهوّة على عجلة؟
يلله ، تقدّم في الطابور، جهّز النقود، سوف يعطونك فاتورة تقيّم إدارتك للعواطف، أيها المسكين[..] سوف تمشي بسرور، بعد أن تطمئن ضميرك، لكن ليس قلبك.. فهو سيذبل مثل تلك الزهور التي تثبتَّ مليّا في ثمنها قبل اقتنائها، بلهفة خشية أن يلهفها رجل آخر. ها قد صرتم متنافسين، رغم أنّ لكلّ منكم شريكة حياته! يلله، قدّم قربانك للقدّيس فالنتين. لقد تحوّل العشق إلى مجرّد عبادة حقيرة كئيبة..[..]

انتهى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق