الأحد، 31 يناير 2010

شارل وعبد الرحمان أو معركة بلاط الشهداء










تحضى منطقة "تورين" (وهي المنطقة المحيطة بمدينة تور الفرنسية) بمنزلة رفيعة لدى السياح والمؤرخين و أحباء التراث، فطبيعتها الفتانة وموقعها الاستراتيجي بالقرب من باريس جعل الملوك والأمراء يشيدون فيها القصور.
حتى العلامة ليوناردو دا فينشي سكن فيها لمدّة.
(في المقال صور كنت التقطتها منذ أكثر من 10سنوات في منطقة تورين قبل انتشار الصور الرقمية، فهي ستعجب من يحنّ إلى الصور الورقية. عذرا لمهووسي "البيكسيل"!)

لكن قبل فترة القصور العظيمة، فقد عرفت "تورين" أحداثا حاسمة رسمت ملامح المنطقة المعروفة اليوم باسم فرنسا. وهي معركة بلاط الشهداء.











أحداث تلك الفترة يرويها الكاتب جورجي زيدان في قصة "شارل و عبد الرحمن" (سلسلة روايات تاريخ الإسلام) وهي تدور سنة 733 للميلاد، من فتح بوردو إلى معركة بواتييه.
ورغم عنوان الرواية فإنّ أهمّ شخصيّاتها الفاعلة من النساء
  • سالمة وهي سبية مسيحية مناصرة لجيش المسلمين
  • مريم بنت سالمة
  • ميمونة الجارية صاحبة المكائد و حليفة الإفرنج

"غير أنّ الشرقي لا يرضى بدور غير أدوار البطولة" :-) لذلك فكل واحدة من هؤلاء النساء تقف وراء قائد:
  • عبد الرحمان الغافقي أمير جند العرب، والذي ائتمن سالمة وكلّفها مهمّة ترغيب سكّان المنطقة الغالييين المسيح في العيش تحت حكم المسلمين
  • هانئ قائد فرسان العرب، و بينه وبين مريم حب متبادل، و قد عقدا العزم على الزواج في حال انتصار العرب على الإفرنج.
  • الدوق أودو عدو المسلمين، و الذي استنجد بعدوه شارل بإيعاز من جاسوسته ميمونة.


كما يجب ذكر شخصية "بسطام" وهو أمير بربري انخرط في الفتوحات مع رجاله طمعا في الغنائم. وبالرغم من بسالتهم في الحرب إلا أنّ تصرّفاتهم عرقلت مساعي المسلمين على المدى الطويل، إذ يرجع المؤرخون، (و كذلك كاتب القصة) هزيمتهم إلى تضارب الأهداف، و كثر الجشع والتحاسد بين الأعراق والقبائل، كما أنّ بعض الجنود حملوا من الغنائم ما أثقلهم و عطّلهم عن الحرب.









من ناحية السرد فإنّ أحداث القصّة تجري في اتجاه واحد وهو اللقاء المحتوم بين جيش المسلمين وجيش أودو المستنصر بشارل. طبعا تتم المعركة في آخر الكتاب.
من الناحية التاريخية: كان شعب المنطقة من الغالييين/الرومانيين، وكانوا يعتبرون الافرنج (وهم من قبائل الجرمان القادمة من الشمال) غزاة مثلهم مثلهم مثل العرب، و يقال حتّى إنّ العرب كانوا يعتبرون أرحم لهم من الافرنج إلا أنّهم في النهاية انصاعوا لهؤلاء، فمكثوا في البلاد وأعطوها اسم فرنسا. ومن يدري لو انتصر عبد الرحمان ماذا كان يصبح اسمها اليوم يا ترى؟

الجمعة، 15 يناير 2010

لؤلؤ البحرين

(معرض "لؤلؤ البحرين" في معهد العالم العربي بباريس)












توجد في الخليج أجود اللّآلئ الطبيعية في العالم أمام كلّ المناطق الأخرى في المحيط الهندي (خليج مانور، سري لانكا)، و المحيط الهادي (استراليا، فينزويلا، باناما، المكسيك) سواء من ناحية الجودة أو الكثافة.
و أثمانها تصل إلى أرقام قياسية (و كانت الحراسة في المعرض تدلّ على ذلك!)

اللؤلؤ و الأساطير
تروي الأسطورة أنّ صَدفة طفت على سطح المحيط، وأمسكت بقطرة مطر ثمّ غاصت بها إلى القاع فحوّلتها إلى لؤلؤة.
و تروي ملحمة جلجامش السومرية أنّ غوّاصا وجد لؤلؤة تمنح الإنسان الخلود، و تحتوي الملحمة كذلك على وصف دقيق لعملية الغوص، ومن الواضح أنّها لم تتغير من ذلك الزمان أوائل القرن العشرين!



اللؤلؤ و الأساطيل :-)

اكتشفت بفضل المعرض أن البحرين قد طالها النفوذ البرتغالي، وهو أمر طبيعي فقد كان البرتغاليون أسياد البحار آنذاك ووجود ثروات طبيعية يجلب أصحاب المطامع و الأمر لم يتغير إلى اليوم، تماما مثل طريقة الغوص :)


و لكن عوض أن نغوص(و نغرق) في بحار التفكير في ثروات الخليج، دعنا نوغل في بحور الشعر البرتغالي و ملحمة اللوسياذة (وهي النظير البرتغالي للإلياذة)

يقول الشاعر لويس دي كامويس في اللوسياذة :


لا تكفي جبال الملح
لتَقِيَ من الفساد الأجساد
التي غطت الشواطئ وخنقت البحار
في جيروم و مسقط و القريعات
إلى أن يجبرها بقوة قبضته
هذه المملكة الحزينة على الإنحناء دون اعتراض
وآداء ضريبتها ا لسنوية من لآلئ البحرين




هذا الرأس القريب "آسابوروس"،
يسميه البحارة "رأس موسندم"
يشير إلى مدخل الخليج، بين بلاد العرب و فارس العظيمة
منه ترى البحرين حيث قاع المحيط
تغطيه اللآلئ و كأنّه السّحر
و ترى دجلة والفرات يلتقيان
و يقتسمان الدلتا جاريَيْن نحو المحيط


الجمعة، 8 يناير 2010

الشيطان يرتدي پرادا

يبدو أنّي لست الوحيد الذي أبهرته أنوار باريس، فحتّى أندريا بطلة شريط "الشيطان يرتدي پرادا" تبدو مفتونة بالأضواء المنسدلة على شارع الشانزلزيه ("Champs Elysées")




شريط "الشيطان يرتدي پرادا" من الأشرطة الخفيفة ذات السيناريو المعهود نجد فيه المكونات المعتادة للكوميديا الدرامية الهوليوودية الموجهة للبنات على طراز "بريدجت جونس" :
  • فتاة بسيطة وطيّبة تحاول تحقيق حلمها
  • شخصية مضادّة تبدو شرّيرة في البداية لكن إنسانيّتها تتّضح أثناء الفيلم
  • مواقف هزليّة تتورّط فيها الفتاة ولكنّها تجتازها إمّا بمهاراتها وبخصالها أو بمساعدة من كانت تحسبهم أعداء



يبدو لي أنّ تركيبة القصة هذه مجرّد تطوير لبنية أفلام المغامرات من قبيل طرزان، و رامبو و إنديانا جونس لكن في صيغة المؤنّث و في بيئة حديثة:
  • فتى قوي و عفوي، من مستوى متواضع، له مهمّة عليه إتمامها
  • طبيعة قاسية أو عدو قوي لكنّه أحيانا يكون ضعيفا أو حتّى شهماً
  • محن و مخاطر يمرّ بها في سبيل تحقيق مهمّته

أضف إلى ذلك طبعا شيئا من الرومنسية،


مع موسيقى مادونا وملابس جميلة تحصل على شريط ناجح (تجاريّا).

هناك شيئان ينقذان هذا الشريط:
  1. الحضور المبهر للفنّانة "ميريل ستريپ"

  2. نقده لعالم الموضة و الأزياء، رغم أنه في نفس الوقت سيعجب عشاّق الملابس الجميلة!
دعونا نشاهد أجمل أزياء البطلة أندريا. (انقر على الصور للتكبير)